فصل: المطلب الثالث: ما جاء في التجلي والنظر:

/ﻪـ 
البحث:

هدايا الموقع

هدايا الموقع

روابط سريعة

روابط سريعة

خدمات متنوعة

خدمات متنوعة
الصفحة الرئيسية > شجرة التصنيفات
كتاب: الحاوي في تفسير القرآن الكريم



.المطلب الثاني: ما ورد من رؤية الله كالقمر:

وأفردت أحاديث الرؤية لله وأنها كالقمر لا تضام أو لا تضار لأنها صريحة في إثبات المسألة، إقامة للحجة، ولأنها نص في محل النزاع، وبلغت حد التواتر.
3. عن حديث أبي هريرة أن ناسا قالوا يا رسول الله هل نرى ربنا يوم القيامة فقال رسول الله «هل تضارون في رؤية القمر ليلة البدر قالوا لا يا رسول الله قال هل تضارون في رؤية الشمس ليس دونها سحاب قالوا لا قال فإنكم ترونه كذلك يجمع الله الناس يوم القيامة» أخرجه البخاري ومسلم وغيرهما.
4. عن أبي سعيد الخدري «أن ناسا في زمن رسول الله قالوا يا رسول الله هل نرى ربنا يوم القيامة قال رسول الله نعم هل تضارون في رؤية الشمس بالظهيرة صحوا ليس معها سحاب وهل تضارون في رؤية القمر ليلة البدر صحوا ليس فيها سحاب قالوا لا يا رسول الله قال ما تضارون في رؤيته تبارك وتعالى يوم القيامة إلا كما تضارون في رؤية أحدهما» أخرجه البخاري ومسلم وغيرهما.
5. جرير بن عبد الله ففي الصحيحين من حديث إسماعيل بن أبي خالد عن قيس بن أبي حازم عنه قال كنا جلوسا مع النبي فنظر إلى القمر ليلة اربع عشرة فقال إنكم سترون ربكم عيانا كما ترون هذا لا تضامون في رؤيته فإن استطعتم أن لا تغلبوا على صلاة قبل طلوع الشمس وقبل الغروب فافعلوا ثم قرا قوله: {فسبح بحمد ربك قبل طلوع الشمس وقبل الغروب}. أخرجه البخاري ومسلم وغيرهما.
6. عن أبي بكر بن عمارة بن رويبة عن أبيه قال نظر النبي إلى القمر ليلة البدر فقال إنكم سترون ربكم كما ترون هذا القمر لا تضارون في رؤيته فان استطعتم إلا تغلبوا على صلاة قبل طلوع الشمس وصلاة قبل غروبها فافعلوا. أخرجه أبن بطة في الإبانة.

.المطلب الثالث: ما جاء في التجلي والنظر:

وإليك أخي العزيز، بقية الأدلة الواردة في هذه المسألة، وهي صريحة جدا في إثبات الرؤية.
7. عن أبي بكر الصديق رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم في حديث طويل: «ويقول الله عز وجل ارفع رأسك يا محمد وقل يسمع واشفع تشفع قال فيرفع رأسه فإذا نظر إلى ربه عز وجل». وأخرجه أحمد.
8. عن صهيب رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: «إذا دخل أهل الجنة الجنة قال الله تبارك وتعالى تريدون شيئا أزيدكم فيقولون ألم تبيض وجوهنا ألم تدخلنا الجنة وتنجنا من النار قال فيكشف الحجاب فما أعطوا شيئا أحب إليهم من النظر إلى ربهم عز وجل» وفي رواية ثم تلا {للذين أحسنوا الحسنى وزيادة} وأخرجه مسلم في صحيحه وأخرج النسائي نحوه.
9. وخرج الترمذي الحكيم أبو عبدالله رحمه الله: عن أبي بن كعب قال: سألت رسول الله صلى الله عليه وسلم عن الزيادتين في كتاب الله؛ في قول: {للذين أحسوا الحسنى وزيادة} قال: «النظر إلى وجه الرحمن».
10. وعن عبد الله بن مسعود عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: «يجمع الله الأولين والآخرين لميقات يوم معلوم قيامًا أربعين سنة، شاخصة أبصارهم، ينتظرون فصل القضاء».قال: «وينزل الله عز وجل في ظلل من الغمام من العرش إلى الكرسي، ثم ينادي مناد: أيها الناس ألم ترضوا من ربكم الذي خلقكم ورزقكم وأمركم...» قال: «فيتمثل الرب تبارك وتعالى فيأتيهم فيقول: ما لكم لا تنطلقون كانطلاق الناس؟ فيقولون: إن لنا لإلهًا ما رأيناه، فيقول: هل تعرفونه إن رأيتموه؟ فيقولون: إن بيننا وبينه علامة إذا رأيناها عرفناها، قال: فيقول: ما هي؟ فتقول: يكشف عن ساقه». قال: «فعند ذلك يكشف عن ساقه فيخر كل من كان نظره...». رواه كله الطبراني من طرق ورجال أحدها رجال الصحيح غير أبي خالد الدالاني وهو ثقة.قاله في مجمع الزوائد.
11. وعن أبي موسى الأشعري عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: «جنتان من فضة آنيتهما وما فيهما، وجنتان من ذهب آنيتهما وما فيهما، وما بين القوم وبين أن ينظروا إلى ربهم تبارك وتعالى إلا رداء الكبرياء على وجهه في جنة عدن». أخرجه البخاري ومسلم.
12. عن عدي بن حاتم، أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: «ما منكم أحد إلا سيكلمه الله يوم القيامة ليس بينه وبينه حجاب يحجبه ولا ترجمان يترجم له، فيقول: ألم أوتك مالا؟ فيقول: بلى. فيقول: ألم أرسل إليك رسولا؟ فيقول: بلى. فينظر عن يمينه فلا يرى إلا النار، وينظر عن يساره فلا يرى إلا النار، وينظر بين يديه فلا يرى إلا النار، فليتق أحدكم النار ولو بشق تمرة، فإن لم يجد فبكلمة طيبة». أخرجه البخاري ومسلم.
13. وعن بريدة قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «ما منكم من أحد إلا سيكلمه الله عز وجل ليس بينه وبينه حجاب ولا ترجمان». رواه البزار وفيه عبد العزيز بن أبان وهو متروك.
14. عن أنس قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «يجمع الله الناس يوم القيامة فيهتمون لذلك فيقولون: لو استشفعنا إلى ربنا، حتى يريحنا من مكاننا هذا- فذكر الحديث- وفيه: ثم أشفع فيحد لي حدًا. فأخرجهم من النار، وأدخلوهم الجنة. ثم أعود، فأقع ساجدًا، فيدعني ما شاء الله أن يدعني، ثم يقال لي، ارفع رأسك يا محمد، قل تسمع، وسل تعطه، واشفع تشفع. فارفع رأسي...». وقد جاء عنه من طريق آخر عن أنس أنظر تفسير قوله: {ولدينا مزيد}. متفق عليه.
15. وأخرج ابن أبي شيبة عن أنس قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «أتاني جبريل...فإذا كان يوم القيامة هبط من عليين على كرسيه، ثم حف الكرسي بمنابر من ذهب مكللة بالجوهر، ثم يجيء النبيون حتى يجلسوا عليها، وينزل أهل الغرف حتى يجلسوا على ذلك الكثيب، ثم يتجلى لهم ربهم تبارك وتعالى ثم يقول: سلوني أعطكم، فيسألونه الرضا فيقول: رضاي أحلكم داري وأنا لكم كريم، متى تسألوني أعطكم». وأخرجه بن جرير في التفسير 26/ 175 والبزار في المسند والآجري في الشريعة.
وأخرج الدارقطني عن أنس مرفوعا وفيه«.... وليسوا إلى شيء أشوق منهم إلى ويوم الجمعة لينظروا إلى ربهم، وليزيدهم من مزيد فضله وكرامته». قال أنس: سمعته من رسول الله صلى الله عليه وسلم وليس بيني وبينه أحد.
16. وعن جَابِرَ بْنَ عَبْدِ اللّهِ يُسْأَلُ عَنِ الْوُرُودِ. فَقَالَ: نَجِيءُ نَحْنُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ عَنْ كَذَا وَكَذَا انْظُرْ أَيْ ذَلِكَ فَوْقَ النّاسِ. قَالَ فَتُدْعَى الأُمَمُ بِأَوْثَانِهَا وَمَا كَانَتْ تَعْبُدُ. الأَوّلُ فَالأَوّلُ. ثُمّ يَأْتِينَا رَبّنَا بَعْدَ ذَلِكَ فَيَقُولُ: مَنْ تَنْظُرُونَ؟ فَيَقُولُونَ: نَنْظُرُ رَبّنَا. فَيَقُولُ: أَنَا رَبّكُمْ. فَيَقُولُونَ: حَتّى نَنْظُرَ إِلَيْكَ. فَيَتَجَلّى لَهُمْ يَضْحَكُ. أخرجه مسلم وعبد الرزاق نحوه وكذا الدارقطني.
17. وعن أبي موسى الأشعري قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «تُحشر الناس فينادي مناد: أليس عدلًا مني أن أولي كل قوم ما كانوا يعبدون؟ ثم ترفع لهم آلهتهم فيتبعونها، حتى لا يبقى أحد غير هذه الأمة، فيقال لهم: ما لكم؟ قالوا: لا نرى إلهنا الذي كنا نعبد، فيتجلى لهم تبارك وتعالى».
فقيل لأبي بردة: والله لسمعت أبا موسى يذكر هذا عن رسول الله صلى الله عليه وسلم؟ قال: والله الذي لا إله غيره، ثلاث مرات.
رواه الطبراني في الكبير والأوسط وفيه فرات بن السائب وهو ضعيف قاله الهيثمي في المجمع.
18. عن عبد الله بن بريدة عن أبيه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «ما منكم من احد إلا سيخلوا الله به يوم القيامة ليس بينه وبينه حجاب ولا ترجمان». اعتقاد أهل السنة ج: 3 ص: 494 وأخرجه ابن خزيمة في التوحيد بسند صحيح.
19. عن أبي رزين قال قلت يا رسول الله أنرى ربنا يوم القيامة قال نعم قال وما آية ذلك في خلقه قال أليس كلكم ينظر إلى القمر ليلة البدر وإنما هو خلق من خلق الله الله أعظم وأجل. أخرجه أحمد وأبو داود وابن ماجه والطبراني وابن أبي عاصم.
20. عن ابن عمر قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «إن أدنى أهل الجنة منزلة لمن ينظر في ملكه مسيرة ألفي عام يرى أقصاه كما يراه أدناه وإن أرفعهم منزلة لمن ينظر في وجه الله تعالى كل يوم مرتين» في اعتقاد أهل السنة ج: 3 ص: 484 وأخرجه أحمد والترمذي والآجري.
21. عن عمار رضي الله عنه قال سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: «اللهم إني أسألك بعلمك الغيب وقدرتك على الخلق احييني ما علمت الحياة لي خيرا وتوفني إذا كانت لي الوفاة خيرا اللهم وأسألك كلمة الحلم في الغضب والرضا وأسألك القصد في الفقر والغنى وأسألك نعيما لا ينفذ وأسألك قرة عين لا تنقطع وأسألك برد العيش بعد الموت وأسألك لذة النظر إلى وجهك وأسألك الشوق إلى لقائك في غير ضراء مضرة ولا فتنة مضلة» أخرجه أحمد والنسائي وابن أبي شيبة وابن خزيمة وابن حبان والحاكم.
22. وعن زيد بن ثابت أن رسول الله صلى الله عليه وسلم علمه دعاء وأمره أن يتعاهد أهله به كل صباح «....وفي اللهم أسألك الرضا بعد القضاء وبرد العيش بعد الموت ولذة نظر في وجهك وشوقا إلى لقائك في غير ضراء مضرة ولا فتنة مضلة» اخرجه أحمد والحاكم وصححه.
23. عن ابن حلبس عن ام الدرداء أن فضالة بن عبيد كان يدعو يقول: «اللهم أسألك الرضا بعد القضاء وبرد العيش بعد الموت ولذة النظر إلى وجهك والشوق إلى لقائك في غير ضراء مضرة ولا فتنة مضلة وزعم أنها دعوات كان يدعو بها النبي صلى الله عليه وسلم» أخرجه ابن أبي عاصم في السنة والطبراني في الكبير والأوسط قال الهيثمي: رجاله ثقات.
24. عن عبادة بن الصامت عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: «قد حدثتكم عن الدجال حتى خشيت أن لا تعقلوا فإن اشكل عليكم منه شيء فاعلموا أنه أعور وأن ربكم ليس بأعور وإنكم لن تروا ربكم حتى تموتوا» أخرجه أحمد بسند حسن وابن أبي عاصم والآجري والدارمي في الرد على بشر المريسي.
25. عن عائشة قالت قال رسول الله صلى الله عليه وسلم له لجابر يا جابر إلا أبشرك قال بلى بشرك الله بخير قال شعرت أن الله أحيا أباك فاقعده بين يديه فقال تمن علي عبدي ما شئت أعطكه قال يا رب ما عبدتك حق عبادتك أتمنى عليك أن تردني إلى الدنيا فاقاتل مع نبيك فاقتل فيك مرة أخرى قال انه قد سلف مني انك إليها لا ترجع.
26. أخرجه الحاكم وصححه، وهو في المسند من حديث جابر.
وللترمذي فيه سياق أتم من هذا عن جابر قال لما قتل عبد الله بن عمرو بن حزام يوم أحد قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم يا جابر إلا أخبرك ما قال الله عز وجل لأبيك قال بلى قال ما كلم الله عز وجل أحدا إلا من وراء حجاب وكلم أباك كفاحا فقال يا عبدي تمن علي أعطك قال يا رب تحييني فاقتل فيك ثانية قال انه سبق مني انهم إليها لا يرجعون قال يا رب فابلغ من ورائي فانزل الله عز وجل هذه الآية ولا تحسبن الذين قتلوا في سبيل الله أمواتا الآية قال الترمذي هذا حديث حسن غريب قلت وإسناده صحيح ورواه الحاكم في صحيحه.
27. وعن سلمان الفارسي قال يأتون النبي صلى الله عليه وسلم فيقولون يا نبي الله إن الله فتح بك وختم بك وغفر لك قم فاشفع لنا إلى ربك فيقول نعم أنا صاحبكم فيخرج يحوش الناس حتى ينتهي إلى باب الجنة فيأخذ بحلقة الباب فيقرع فيقال من هذا فيقال محمد قال فيفتح له فيجيء حتى يقوم بين يدي الله فيستأذن في السجود فيؤذن له...الحديث.أخرجه ابن أبي شيبة في المصنف والإمام الذهبي في السير بإسناد صحيح.
28. عن أبي وائل عن حذيفة قال قال رسول الله صلى الله عليه وأله وسلم أتاني جبريل فإذا في كفه مرآة كأصفى المرايا وحسنها...... قال فيجتمعون- أي أهل الجنة- على كلمة واحدة رب وجهك أرنا ننظر إليه قال فيكشف الله تبارك وتعالى تلك الحجب ويتجلى لهم فيغشاهم من نوره لولا انه قضى عليهم أن لا يحترقوا إلا احترقوا مما غشيهم من نوره قال ثم يقال ارجعوا إلى منازلكم قال فيرجعون إلى منازلهم يزاد النور وأمكن ويزاد وأمكن حتى يرجعوا إلى صورهم التي كانوا عليها قال فيقول لهم أزواجهم لقد خرجتم من عندنا على صورة ورجعتم على غيرها قال فيقولون ذلك بأن الله تبارك وتعالى تجلى لنا فنظرنا منه إلى ما خفينا به عليكم قال فلهم في كل سبعة أيام الضعف على ما كانوا فيه قال وذلك قوله عز وجل: {فلا تعلم نفس ما اخفي لهم من قرة أعين جزاء بما كانوا يعملون}.أخرجه البزار وقد روي موقوفا عن حذيفة بسند صحيح أخرجه ابن أبي عاصم والآجري وابن خزيمة في التوحيد قال الحاكم: وتفسير الصحابي عندنا له حكم الرفع.